منتديات ملك فوق عرش الشعر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الرسمي للشاعر مصطفى شكري


    قصيدة بحيرة الأحزان .. للشاعر مصطفى شكري

    الشاعر مصطفى شكري
    الشاعر مصطفى شكري
    ملك فوق عرش الشعر
    ملك فوق عرش الشعر


    عدد المساهمات : 72
    التقييم : 0
    تاريخ التسجيل : 12/05/2011

    قصيدة بحيرة الأحزان .. للشاعر مصطفى شكري Empty قصيدة بحيرة الأحزان .. للشاعر مصطفى شكري

    مُساهمة من طرف الشاعر مصطفى شكري الإثنين 13 يونيو 2011, 12:07 pm

    بحيرة الأحزان


    في مهب الريح
    يسقط قلبي كطير جريح،
    خلف صومعة الخريف
    أترك قبلة على جبينك،
    وأسلك متاهة التاريخ المخيف.
    * * *
    في بلاد الشمالِ،
    هناك خلف قمم الجبال،
    الجو بارد ممطرٌ
    وجه السماء منذرٌ
    أنك تمطرينَ!
    .. تعلمينَ
    أنني هنا، وحدي
    يخنقني شبح الأبخرةِ
    ويصعد على متن أول قطار
    دون سحب التأشرةِ
    يمر النهار..
    أظل جامدا، يقتلني الانتظار
    يفزعني زحف الرمال
    .. على لحدي،
    هنا الجو جافٌّ
    وعلى راحلتي ألف كافٍ،
    من القوافي المثمرة،
    تُغَيِّر الأفعى جلدها، باستمرار
    ولا أغير جلدي،
    تغير الحرباء قمصانها، على الأشجار
    ولا أغير حبري،
    تمضي الساعات تلو الساعاتِ
    سفن الحبر تطوق التـاءات،
    تهرول الزفرات وراء العثرات،
    ولا يتغير صهيل البـداوات.
    * * *
    من على سفح الجبل،
    هب الفارس، وارتجل
    على ضفة النيل، عَمَّ الوجل
    ودق الحافر في معابد اللاتِ،
    سُمِع الرنين عند مصب الفرات،
    ها أنذا آتٍ.. آتِ..
    من قلب ممفيس، أبدأ صلواتي
    يشهق الصدى في جوف الكاتدرائيات
    تنفض الممياء غبار نعشي
    يسقط خفكِ على عرشي
    أقفُ،.. أصيح،.. وأمشي..
    أنقش اسمك على جلد الحضارات،
    هرم الجيزة الثالث،
    من صنع رمشك العابث،
    أربع آلاف عام مضت،
    مئات القوافل عبرت وامحت
    لم تعرف المنحوت من الناحث!
    أبو الهول يهمس بصوت خافت:
    قوافل العاج والذهب..
    تساوي، عند البدوي، حبة رمل في مهب
    فكيف يساومني كسرى
    على صحراء مصرَ ؟!
    وكيف يحاربني قيصر
    على بحر الحداد الأحمر؟!
    لم تكن «كيلوباترا» عشيقتي
    لم أكن يوما «أنطونيوس» ولا «إسكندر»
    وما كانت «مِنْفُ» مجرد منحوتة فوق خريطتي
    حين شيدها «نـَارْمَر»،
    كل ما هنالك، أنني مجبر
    أن أغمس معولي في يم مصيري الأصفر
    أن أهجر خيام عشيرتي
    وأُجْرِيَ النهر لمراكب الشمس كي تعبر
    إغترفت الحزن، من مزنه
    وحفرت في كعب السنين:
    رودوبيس مليكتي..
    فمن يلوم مالك الحزين
    على بحيرة حزنه !
    ومن ذا الذي يمحو من نسله
    طعنة الخنجر للصدر، في الجانب الأيسر.

    الشاعر مصطفى شكري

    (ملك فوق عرش الشعر)


    © جميع الحقوق محفوظة
    لمطبعة النجاح الجديدة
    ديوان: مقبرة الرماد
    الطبعة الأولى 2009



      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء 18 سبتمبر 2024, 9:33 pm