منتديات ملك فوق عرش الشعر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الرسمي للشاعر مصطفى شكري


    قصيدة نحيب المدائن.. للشاعر مصطفى شكري

    الشاعر مصطفى شكري
    الشاعر مصطفى شكري
    ملك فوق عرش الشعر
    ملك فوق عرش الشعر


    عدد المساهمات : 72
    التقييم : 0
    تاريخ التسجيل : 12/05/2011

    قصيدة نحيب المدائن.. للشاعر مصطفى شكري Empty قصيدة نحيب المدائن.. للشاعر مصطفى شكري

    مُساهمة من طرف الشاعر مصطفى شكري الإثنين 13 يونيو 2011, 12:47 pm

    نحيب المدائن


    إلى الشيخ: أحمد عفت (رحمه الله)


    غرقٌ في أرقْ
    ألقٌ العبق..
    صامتا إن نطق
    شبحٌ إن سرق
    شمعهُ وانطلق!
    والرعاة غافلون
    .. نائمون في النفق،
    غارقون..،
    حالمون بالشفق!
    * * *
    أيها المودعون منازلنا في الغروب
    أيها العابرون مدائننا..،
    من أين وإلى أين الهروب؟
    من أين وفي أي الدروب،
    تتركونني وتأخذون أحمد؟!
    بأي الخناجر الملعونة،
    في الدياجر المأفونة،
    تطعنوني، وتأخذون أحمد؟!
    بأي الوعود تغرون أحمد؟!
    بأي أي الرعود..
    تصعقون اللاءات في فمي
    تقصفون جماجم منجمي
    لتأخذوا أحمد من دمي؟
    لا..، لن تأخذوا أحمد من دمي!
    أحمد لم يكن بندقية تشهرونها في وجه عدوكم
    ولا مقصلة تضربون بها عنق قتيلكم،
    ثم تتلون آيات إنجيلكم،
    وتولون مدبرين في شراسهْ!
    أحمد كان تسبيحة نبيكم،
    أحمد كان السلامة في الرصاصهْ،
    كان البشاشة في الحماسهْ،
    بسمة ثغر في أكواب التعاسهْ،
    أحمد كان جنة الأرض المداسهْ!
    كوكبا من شموس القداسهْ،
    أحمد كان.. وسيظل القِدِّيس وقُدَّاسَهْ ؟
    * * *
    من مَلِكٍ على عرشٍ،
    إلى هَلِكٍ على نعشٍ!
    نازلا هامدا..
    صامتا صاعدا..
    صارخا عائدا..
    من كهوف كانت بلادا،
    إلى مدن صارت رمادا،
    يَحُوطني الصقيع،
    .. من كل الجهات!
    يلفني الخريف في شرنقة الربيع
    فتفزع الفراشات من وجهي المصفر المريع،
    وتضيع الفراشات تضيع،..
    في مدن الصقيع،
    والشتاء يزمجر غاضبا.. حدادا
    على الوُرَيْقات ناشرا بحر المَوَاتْ،
    ويهيم الليل سائلا الآتْ..
    عن شبح سرق نجمه ومات!
    عن أمس طرق بابه وفات!
    قلتُ: يا أيها الليل رُوَيْدًا.. رويدَا
    لا توصد البُوَيْبَا..!!
    سيبزغ فجر "أحمد"،
    ونمشي الهُوَيْنَا..،
    يا ليل رويدا.. رويدا..
    لم يسمع الليل وَجْدِي..
    أَوْصَد الباب وتركني ولحدي
    تركني لوحدي.. ووحدي،
    آآه يا وحدي..، وأحمد!
    .. صرختُ، وما تبقى من دُخانيَ يصعد،
    وما تبقى من ركاميَ يَخْمُد،
    ويرجع الصدى من أبعد لأبعد:
    - أحمدُ.. أحمدْ..
    « لماذا تركت الحصان وحيدا.. لماذا؟! »
    تركتني رمادا.. رذاذا،
    يا أحمد.. لماذا؟!
    يا أحمد.. لماذا؟!


    الشاعر مصطفى شكري

    (ملك فوق عرش الشعر)


    © جميع الحقوق محفوظة
    لمطبعة النجاح الجديدة
    ديوان: مقبرة الرماد
    الطبعة الأولى 2009



      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء 18 سبتمبر 2024, 9:40 pm