كاسندرا
(مدينة أنين الوحوش)
إلى مدينة حمص السورية
ضاق بموجه البحرُ
ضاق السحابُ ..
من وجهه ، فاض القَطْرُ
أَسْكَبَهُ الغيابُ !
وزنبقة تحترق لوحدها
في أرضها بشمسها ،
وعلى وجهها غبار دربها ،
وأَلْف جرحٍ أهرقه الربابُ
.. في لحدها ، ناحت من قهرها :
« كاسندرا العذابُ »
وأَلْف جَلاَّد في ليلها
وألف سَجَّان في بُرْجها
« كاسندرا الخرابُ »
سيفٌ ونابُ
أنين وحوشٍ ،
طنين جيوشٍ ،
نهبوا صدراها ..
قطعوا نهدها ..
سفكوا وعابوا ،
ذهبوا وغابوا ،
مُتَسَتِّرين بِشَعْرها ،
تحت ظل غيمها ،
« كاسندرا الغيابُ ! »
صوت الذبيب في المزاريبِ ،
صمت الصليب في المحاريبِ ،
غُصَّة في صدر البدر ،
رَجَّة في دُرْج القبر ،
كاسندرا خَشْخَشة الخريف
على وتر الذكريات ،
كاسندرا مِشْمِشة المَصيف
من أزل وآت !..
كاسندرا تُرابي ،..
طَنَّةُ النّحل على عَتَب بابي ،
حنين اليمام في عيد النَّحْرِ
إلى أغصان الصنوبر الشماليِّ ،
كاسندرا نقش البابليِّ ..
على جدار القهر !
صهيل فرس أفزعها الشتاء
في ليل الشموع الزِّئْبَقِيِّ ،
فَحَنَّتْ .. وغَنَّتْ ،
وَرَنَّت .. وأَنَّتْ ،
لفراق رداء فارسها القُرْمُزِيِّ .
كاسندرا نبيذ السُّكارى ،
.. نحيب العَذارى ،
جسدُ غريبٍ شَرَدَّته الصحارى
عن أشجار النخيل ، وشَيَّعه السّرابُ .
كاسندرا رماد أوقده الاغترابُ
على ثوب ريفية ثكلى !..
كاسندرا وجه إسبانية توارى
بين أوراق وردة جُورِية حُبْلى ،
بكمنجات الربيع ،.. فاستنارَ
كقنديل أعراه الغمامُ ،
لتعبر سُفُنُه الحيارى ،
كاسندرا وجع ساقية عطشى ،
حَمَله الحمامُ ..، وَطَارَ .
* * *
« كاسندرا الغرامُ »
تَهَرَّأْتُ في مدائنها ،
فَقَأْتُ عيني إكراماً لمحاسنها ،
لِيَحُلَّ السّلامُ ..،
]وما من سلامْ ! [
ضاعت في بساتينها الهواجسُ ،
ضاعت النوارسُ في دهاليزها ،
وشَعَّ الظلامُ !..
على جسد المصلوب فوق جدارها ،
تَنْهَشُه الخفافيشُ ،
تصرخ روحه ، يَطِيشُ ..
لُبُّهُ ، عند رؤية كوابيسها ،
يَسْتَّعِرُ لهيبهُ ،
يركض تاركاً صليبهُ ،
بؤبؤ عينٍ طَلَّق حليبهُ
وأنكر حبيبهُ !..
تُخْفي بُقَع الدّم جحيمها الحمراء
خلف بُرْقُعها الأسود ،
تفاصيل وجهها الأجعد ،
خلف فلسفة الأسماء !
يضجر الغمامُ
من جسده العاري ، فيَبْعُدُ
تضجر العظامُ
يشيخ هشيمها ، فترقدُ !..
وشيئا بشيء ،
يضجر كُلّ شيء ،
ولا شيء يضجرها
لا شيء يُبْهجها
« كاسندرا العناءُ »
غرابٌ من ذهبٍ ،
يرقبني عن كثبٍ ،
وأنا من لهب ،.. وماءُ
.. قلبي ، ونبضي شتاءُ ،
ولا ربيع في دمي ،
لا ربيع في فمي ،
يحمله خريفي ،.. إلا العزاءُ !
ضاق السحابُ ..
من وجهه ، فاض القَطْرُ
أَسْكَبَهُ الغيابُ !
وزنبقة تحترق لوحدها
في أرضها بشمسها ،
وعلى وجهها غبار دربها ،
وأَلْف جرحٍ أهرقه الربابُ
.. في لحدها ، ناحت من قهرها :
« كاسندرا العذابُ »
وأَلْف جَلاَّد في ليلها
وألف سَجَّان في بُرْجها
« كاسندرا الخرابُ »
سيفٌ ونابُ
أنين وحوشٍ ،
طنين جيوشٍ ،
نهبوا صدراها ..
قطعوا نهدها ..
سفكوا وعابوا ،
ذهبوا وغابوا ،
مُتَسَتِّرين بِشَعْرها ،
تحت ظل غيمها ،
« كاسندرا الغيابُ ! »
صوت الذبيب في المزاريبِ ،
صمت الصليب في المحاريبِ ،
غُصَّة في صدر البدر ،
رَجَّة في دُرْج القبر ،
كاسندرا خَشْخَشة الخريف
على وتر الذكريات ،
كاسندرا مِشْمِشة المَصيف
من أزل وآت !..
كاسندرا تُرابي ،..
طَنَّةُ النّحل على عَتَب بابي ،
حنين اليمام في عيد النَّحْرِ
إلى أغصان الصنوبر الشماليِّ ،
كاسندرا نقش البابليِّ ..
على جدار القهر !
صهيل فرس أفزعها الشتاء
في ليل الشموع الزِّئْبَقِيِّ ،
فَحَنَّتْ .. وغَنَّتْ ،
وَرَنَّت .. وأَنَّتْ ،
لفراق رداء فارسها القُرْمُزِيِّ .
كاسندرا نبيذ السُّكارى ،
.. نحيب العَذارى ،
جسدُ غريبٍ شَرَدَّته الصحارى
عن أشجار النخيل ، وشَيَّعه السّرابُ .
كاسندرا رماد أوقده الاغترابُ
على ثوب ريفية ثكلى !..
كاسندرا وجه إسبانية توارى
بين أوراق وردة جُورِية حُبْلى ،
بكمنجات الربيع ،.. فاستنارَ
كقنديل أعراه الغمامُ ،
لتعبر سُفُنُه الحيارى ،
كاسندرا وجع ساقية عطشى ،
حَمَله الحمامُ ..، وَطَارَ .
* * *
« كاسندرا الغرامُ »
تَهَرَّأْتُ في مدائنها ،
فَقَأْتُ عيني إكراماً لمحاسنها ،
لِيَحُلَّ السّلامُ ..،
]وما من سلامْ ! [
ضاعت في بساتينها الهواجسُ ،
ضاعت النوارسُ في دهاليزها ،
وشَعَّ الظلامُ !..
على جسد المصلوب فوق جدارها ،
تَنْهَشُه الخفافيشُ ،
تصرخ روحه ، يَطِيشُ ..
لُبُّهُ ، عند رؤية كوابيسها ،
يَسْتَّعِرُ لهيبهُ ،
يركض تاركاً صليبهُ ،
بؤبؤ عينٍ طَلَّق حليبهُ
وأنكر حبيبهُ !..
تُخْفي بُقَع الدّم جحيمها الحمراء
خلف بُرْقُعها الأسود ،
تفاصيل وجهها الأجعد ،
خلف فلسفة الأسماء !
يضجر الغمامُ
من جسده العاري ، فيَبْعُدُ
تضجر العظامُ
يشيخ هشيمها ، فترقدُ !..
وشيئا بشيء ،
يضجر كُلّ شيء ،
ولا شيء يضجرها
لا شيء يُبْهجها
« كاسندرا العناءُ »
غرابٌ من ذهبٍ ،
يرقبني عن كثبٍ ،
وأنا من لهب ،.. وماءُ
.. قلبي ، ونبضي شتاءُ ،
ولا ربيع في دمي ،
لا ربيع في فمي ،
يحمله خريفي ،.. إلا العزاءُ !