منتديات ملك فوق عرش الشعر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الرسمي للشاعر مصطفى شكري


    كاسندرا (مدينة أنين الوحوش)

    الشاعر مصطفى شكري
    الشاعر مصطفى شكري
    ملك فوق عرش الشعر
    ملك فوق عرش الشعر


    عدد المساهمات : 72
    التقييم : 0
    تاريخ التسجيل : 12/05/2011

    dfssqf كاسندرا (مدينة أنين الوحوش)

    مُساهمة من طرف الشاعر مصطفى شكري الثلاثاء 04 سبتمبر 2012, 3:26 am

    كاسندرا
    (مدينة أنين الوحوش)


    إلى مدينة حمص السورية


    ضاق بموجه البحرُ
    ضاق السحابُ ..
    من وجهه ، فاض القَطْرُ
    أَسْكَبَهُ الغيابُ !
    وزنبقة تحترق لوحدها
    في أرضها بشمسها ،
    وعلى وجهها غبار دربها ،
    وأَلْف جرحٍ أهرقه الربابُ
    .. في لحدها ، ناحت من قهرها :
    « كاسندرا العذابُ »
    وأَلْف جَلاَّد في ليلها
    وألف سَجَّان في بُرْجها
    « كاسندرا الخرابُ »
    سيفٌ ونابُ
    أنين وحوشٍ ،
    طنين جيوشٍ ،
    نهبوا صدراها ..
    قطعوا نهدها ..
    سفكوا وعابوا ،
    ذهبوا وغابوا ،
    مُتَسَتِّرين بِشَعْرها ،
    تحت ظل غيمها ،
    « كاسندرا الغيابُ ! »
    صوت الذبيب في المزاريبِ ،
    صمت الصليب في المحاريبِ ،
    غُصَّة في صدر البدر ،
    رَجَّة في دُرْج القبر ،
    كاسندرا خَشْخَشة الخريف
    على وتر الذكريات ،
    كاسندرا مِشْمِشة المَصيف
    من أزل وآت !..
    كاسندرا تُرابي ،..
    طَنَّةُ النّحل على عَتَب بابي ،
    حنين اليمام في عيد النَّحْرِ
    إلى أغصان الصنوبر الشماليِّ ،
    كاسندرا نقش البابليِّ ..
    على جدار القهر !
    صهيل فرس أفزعها الشتاء
    في ليل الشموع الزِّئْبَقِيِّ ،
    فَحَنَّتْ .. وغَنَّتْ ،
    وَرَنَّت .. وأَنَّتْ ،
    لفراق رداء فارسها القُرْمُزِيِّ .
    كاسندرا نبيذ السُّكارى ،
    .. نحيب العَذارى ،
    جسدُ غريبٍ شَرَدَّته الصحارى
    عن أشجار النخيل ، وشَيَّعه السّرابُ .
    كاسندرا رماد أوقده الاغترابُ
    على ثوب ريفية ثكلى !..
    كاسندرا وجه إسبانية توارى
    بين أوراق وردة جُورِية حُبْلى ،
    بكمنجات الربيع ،.. فاستنارَ
    كقنديل أعراه الغمامُ ،
    لتعبر سُفُنُه الحيارى ،
    كاسندرا وجع ساقية عطشى ،
    حَمَله الحمامُ ..، وَطَارَ .
    * * *
    « كاسندرا الغرامُ »
    تَهَرَّأْتُ في مدائنها ،
    فَقَأْتُ عيني إكراماً لمحاسنها ،
    لِيَحُلَّ السّلامُ ..،
    ]وما من سلامْ ! [
    ضاعت في بساتينها الهواجسُ ،
    ضاعت النوارسُ في دهاليزها ،
    وشَعَّ الظلامُ !..
    على جسد المصلوب فوق جدارها ،
    تَنْهَشُه الخفافيشُ ،
    تصرخ روحه ، يَطِيشُ ..
    لُبُّهُ ، عند رؤية كوابيسها ،
    يَسْتَّعِرُ لهيبهُ ،
    يركض تاركاً صليبهُ ،
    بؤبؤ عينٍ طَلَّق حليبهُ
    وأنكر حبيبهُ !..
    تُخْفي بُقَع الدّم جحيمها الحمراء
    خلف بُرْقُعها الأسود ،
    تفاصيل وجهها الأجعد ،
    خلف فلسفة الأسماء !
    يضجر الغمامُ
    من جسده العاري ، فيَبْعُدُ
    تضجر العظامُ
    يشيخ هشيمها ، فترقدُ !..
    وشيئا بشيء ،
    يضجر كُلّ شيء ،
    ولا شيء يضجرها
    لا شيء يُبْهجها
    « كاسندرا العناءُ »
    غرابٌ من ذهبٍ ،
    يرقبني عن كثبٍ ،
    وأنا من لهب ،.. وماءُ
    .. قلبي ، ونبضي شتاءُ ،
    ولا ربيع في دمي ،
    لا ربيع في فمي ،
    يحمله خريفي ،.. إلا العزاءُ !

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 16 سبتمبر 2024, 9:35 pm