منتديات ملك فوق عرش الشعر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الرسمي للشاعر مصطفى شكري


    ها قد ضيعت غفوة أخرى.. قطارا آخر!

    الشاعر مصطفى شكري
    الشاعر مصطفى شكري
    ملك فوق عرش الشعر
    ملك فوق عرش الشعر

    عدد المساهمات : 72
    التقييم : 0
    تاريخ التسجيل : 12/05/2011
    28022012

    icons6 ها قد ضيعت غفوة أخرى.. قطارا آخر!

    مُساهمة من طرف الشاعر مصطفى شكري

    ها قد ضيعت غفوة أخرى.. قطارا آخر!


    ها قد ضيعت غفوة أخرى.. قطارا آخر! Wag9oaymx

    .. كنت مارا من ذاك الزقاق الضيق..، وحدي!
    كان ظلي العابس يهرول خلفي لاهثا، ترى ماذا يريد مني هذا الأرضي النزق؟
    سألت نفسي، ( الحمد لله فهو ظل زائل كأي نزوة عابرة، لا يظهر إلا نهارا).
    عرقلني كيس قمامة وأنا ساه! كدت أسقط..
    رباه!!.. من رمى كيس (الزبالة) في هذا الزقاق الضيق؟
    ربما تكون أمريكا،(فقد سبق لها أن رمت عدة أكياس من القمامة على أرض طاهرة قدسية.. حتى أن رائحتها العفنة قد لوثت الشارع العربي كله، وها هي ذي الدول العربية قد عقدت آلاف الجلسات الخاطفة للتخلص من هذا الداء العضال، لكن دون جدوى).
    المهم، وصلت إلى مخرج الزقاق بعد أن كدت أختنق..
    الحافلة لم تصل بعد..، كالعادة هناك جمع غفير من المنتظرين قرب الإشارة الحديدية التي أصابها الصدأ، ولابد أن بينهم لصاً أو اثنين..
    يا لهذا الزحام الخانق، لا يكاد المرء أن يتخلص من ضيق الزقاق وقمامته حتى يصطدم بزقاق آخر أضيق، من المجتمع البشري وحثالته!
    وقفت بعيدا عن الزحام منتظرا كسائر الخلق،.. ما هذا اليوم العاصف!
    مرت ربع ساعة، نصف الساعة.. سأتأخر عن قطار العاصفة! (أقصد العاصمة).

    .. هناك رجل يرمقني منذ بعض الوقت، منظره يوحي بأنه لص محتال، ولاحظت امرأتين ترمقانني أيضا وتتهامسان، يبدو أن هندامي الجديد، الذي اشتريته خصيصا لهذا السفر، قد جذب أنظار هؤلاء جميعا، كما تجذب الحلوى الذباب، وعلى ما يبدو أنه سيجلب لي ضربة عين قاتلة من إحدى الجهات!
    الأفضل أن أستقل أول سيارة أجرة تمر بي، قبل أن تستقلني سيارة إسعاف ما..
    .. وأخيرا، جاءت سيارة الأجرة.
    قلت مخاطبا السائق، قبل أن أوصد باب السيارة: أسرع من فضلك، لم يبقى إلا نصف ساعة وينطلق..
    رماني السائق بنظرة غريبة وقال: من هو هذا الذي سينطلق؟
    قلت: لا تهتم، إني أفكر بصوت مرتفع، المهم أن تنطلق أنت الآن، فأنا في عجلة من أمري.
    كانت الطريق نحو محطة القطار مزدحمة هي الأخرى، دخان العربات الملوث يخنق الطريق..
    ما هذا العالم الخانق الضيق، وكأن الكرة الأرضية قد أصبحت تتنفس من سم الخياط!
    يبدو أنني لن أصل في الوقت المحدد!
    .. بالفعل وصلت متأخرا عن الوقت المحدد بعشر دقائق..
    اضطررت إلى أن أشتري تذكرة أخرى، وجلست أنتظر قطارا آخر!
    كانت محطة القطار مزدحمة أيضا، جلست على أحد مقاعد الانتظار..
    مرت ساعة، ساعتان، غفوت..
    بعد ساعة أو ساعات، لا أدري..، أيقظني حارس المحطة قائلا: استيقظ أيها السيد..
    سألته عن قطار الحادية عشر ليلا.. ابتسم قائلا أو هازئا: قد مر القطار.. (ثم ولى راحلا).
    كم كان في ودي أن أسأله أي قطار كان يقصد، " قطار الحادية.. أو قطار الأيام الضيقة الماضية ".
    حملت حقيبتي وعدت خائبا..
    وا أسفاه..!! ها قد ضيعت غفوة أخرى.. قطارا آخر!


    الشاعر مصطفى شكري

    (ملك فوق عرش الشعر)





    مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

    لا يوجد حالياً أي تعليق


      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 16 سبتمبر 2024, 9:23 pm